بسم الله الرحمن الرحيم
وسط أصوات القصف والمدافع خرجت أم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من بيتها فزعة خائفة لترى مالذي حصل ؟
تخرج لترى مشهداً قد اعتادت عليه لكن هذه المرة في الحي الذي تسكنه
الناس يفرون فزعين ، تسألهم ماذا يجري ؟
لا أحد يجيبها أو لا أحد يسمعها
فقد اختلطت أصوات المدافع بصرخات الأطفال واستغاثات النساء فلم تسمع سوى
اهربي اهربي طائرات الأثيوبيين تقصف الحي بأكمله
تتساءل إلى أين سأذهب ؟!!
يتجدد القصف وفي مكان أقرب إلى كوخها الصغير ، تدخل البيت لتحمل رضيعهاوتخرج ، عند الباب
تتذكر شيئاً آآه لقد نسيَت الحليب ، تأخذ علبة النيدو بيدها وتحمل فلذة كبدها بيدها الأخرى ،
بعد أن غطت رأسه لتحميه من شظايا القذائف التي تتساقط على رؤوس المدنيين عمداً
( أمام مرأى ومسمع العالم أمام جمعيات الحقوق الخرساء ومجالس الأمن الصماء وحكومات
الدول الإسلامية البلهاء )
تمضي حيث يمضي الناس لا تدري إلى أين ؟ لكن لا شك إلى المكان الذي ظنت أن
فيه نجاتها وطفلها
بعد أن قطعت مسافة طويلة تجلس لترتاح قليلاً من عناء الجري ومشاعر الخوف ،
تضع ما حملته على الأرض
تتساءل وفي رأسها مليون سؤال يحتاج منها إلى إجابة ، وقبل أن تجد إجابة لتساؤلاتها
تسمع أصوات تنصت قليلاً الصوت بدأ يقترب أكثر ثم ما لبثت أن رأت بعينها الطائرات قادمة
مجدداً لتقتل من فلت منها و تبيد من تبقى من قصفها
أصوات الفارين تعلو ، مشهد شبيه بالمشهد الأول ، فجأة تلقي عليهم الطائرات ما
حملته من أدوات القتل ، يتجدد القصف من جديد على رؤوسهم ، تأخذ طفلها علها
تنجو به مرة أخرى ، تهرب وتصرخ تستنجد بالناس ، في ثواني المكان كله يتحول إلى
أشلاء وجرحى وأموات ، فمنهم من يحبو ومنهم من يزحف لشدة إصابته ومنهم ومنهم
و من كتب له الحياة منشغل بنفسه ، لسان حاله نفسي ... نفسي
بعد مسيرة طويلة أجهدها التعب فـلم تعد قادرة على السير تلقي بنفسها على الأرض
لتأخذ نفساً ، وتستعيد قواها التي خارت ، لتستعد لنزوح جديد تضع حملها على الأرض
ثم ماذا حدث ؟؟
حدث ما لم يكن في الحسبان
المرأة تصرخ تبكي جزعة ماذا بها ؟؟
لقد فقدت صوابها ماذا دهاها ؟؟
لقد علمت للتو أن الذي كانت تحمله ، أن الذي أنقذته هي علبة النيدو
و أنها تركت طفلها تحت القصف !!
________________________________________ _________________________
هذه القصة حقيقية وهي صورة واحدة من ملايين الصور المأساوية التي تحدث في مخيمات النازحين
تستهدفهم الطائرات ليس بحثاً عن مسلحين ولا خطأ بل تعمد إبادة الشعب الصومالي يعلمون أن
المكان فيه نساء وأطفال وشيوخ ولكن استعراض عضلات على العزل ، في حين نراهم يهربون كالفئران
في المواجهات مع المجاهدين فكم قصف سوق بكارى بعد عمليات حركة الشباب المجاهدين وكم وكم
فحسبنا الله ونعم الوكيل
منقول